في وداع ويندوز 7
بعد 10 أعوام على إطلاقه يقترب نظام التشغيل المحبوب ويندوز 7 من أيامه الأخيرة، بعد أن أعلنت شركة مايكروسوفت أنها ستوقف كافة أنواع التحديثات والدعم الفني عنه في 14 يناير 2020.
ومع أن الحواسيب التي تستخدم ويندوز 7 لن تتوقف عن العمل، إلا أن وقف التحديثات يعني عملياً تدهور نظام التشغيل خلال أشهر معدودة، لأن التحديثات توفر باستمرار حماية من التهديدات الفيروسية والثغرات والأعطال التي تطرأ على مكونات النظام.
لا سيما أن وقف التحديثات سيؤدي إلى استعار جهود القراصنة حول العالم لاستهداف الأجهزة والشبكات التي لا زالت تستخدم ويندوز 7، وفي الواقع فإن الحرب بين القراصنة ومصنعي البرامج لا تتوقف، وهي السبب الرئيسي وراء التحديثات المستمرة التي تقوم أنظمة التشغيل والبرامج بتنزيلها طوال الوقت، سواء في الحواسيب أو الهواتف.
أزمة المحبّة
أشارت بعض التقديرات مؤخراً إلى أن نصف مليار حاسوب لا زالت تعمل بنظام ويندوز 7، بالرغم من أن حملات مايكروسوفت المستمرة منذ سنوات للترويج لويندوز 10 قد نجحت في وضع الأخير على قمة أنظمة التشغيل بنسبة جاوزت 60% من جميع الحواسيب.
ويتوقع المختصون سيناريو مشابه لما حدث مع ويندوز إكس بي، حيث ظل مئات الملايين متمسكين به رغم ثغراته، ورغم ظهور ويندوز فيستا و ويندوز 7، مدفوعين بعدة أسباب، أهمها الاعتياد على النظام القديم، وهو أمر يؤثر فعلاً في أداء المستخدم وإنتاجه على الجهاز، بالإضافة لوطأة الأنظمة الجديدة على الأجهزة القديمة.

ما بعد انتهاء دعم ويندوز 7 !!
لم يعد من خيار سوى الانتقال لاستخدام نظام ويندوز 10، فحتى أنظمة ويندوز 8 و 8.1 لم تقدم تجارب مرضية تماماً للمستخدمين، وطالما أن المستخدم سيقوم بتغير او ترقية النظام فمن البديهي الانتقال للنسخة الأحدث.
ولكن الكثير من الأجهزة قد تواجه مشكلة لأن نظام ويندوز 10، يحتاج لمواصفات أعلى من ويندوز 7، وإلا فأن أداؤه على الأجهزة الضعيفة سيكون بطيئاً مما سيقدم تجربة تعيسة تماماً للمستخدم المنتقل حديثاً من نظام مختلف، لذلك يلاحظ أن مايكروسوفت الآن تنصح مستخدمي ويندوز 7 بتغيير الحاسوب قبل نظام التشغيل.
كيفية الحصول على ويندوز 10 ؟؟
في بداية حملة الترويج لويندوز 10 قبل سنوات، كانت مايكروسوفت تعرض نسخة مجانية لتشجيع مستخدمي وندوز 7 و 8 على الترقية، لكن للأسف لم يعد هذا العرض متاحاً، وأصبح أمام المستخدمين الآن خيارين:-
– الخيار الأول: شراء حاسوب جديد يتضمن نسخة أصلية لويندوز 10 من الشركة المصنّعة، وهي الطريقة الأقل تكلفة عند شراء جهاز جديد.
– الخيار الثاني: شراء نسخة أصلية من ويندوز 10 بحيث يتم تثبيت النظام من الصفر على الجهاز بعد نسخ ملفات المستخدم في مكان آمن.
ويتراوح السعر الرسمي لويندوز 10 حالياً من 100 إلى 150 دولار تقريباً، ولكن في منافذ البيع سواء على الإنترنت أو الأسواق المحلية تتباين الأسعار بشدة وذلك حسب نوع النسخة “منزلية، احترافية، أسطوانة، شراء عبر الإنترنت” وغيرها.

أوضاع سودانية
في السودان أسهمت عقود من العقوبات الأمريكية في تشكيل ثقافة شراء مختلفة عن بقية العالم فيما يخص حقوق برامج الحاسوب وأنظمة التشغيل، وبالإضافة للحجب الكثيف لمعظم خدمات الشركات الكبرى عن المستخدمين السودانيين، فإن ضعف العملة السودانية مقابل الدولار يجعل من أسعار هذه البرامج رقماً ضخماً، الأمر الذي يجعل اللجوء للنسخ المقرصنة خياراً شديد الشيوع.
من حسن الحظ، فإن تنشيط أنظمة ويندوز لم يشمله الحجب، ومع ذلك، فإن من الصعب إقناع الناس بشراء نسخة ويندوز أصلية قد يصل سعرها لـ 12,000 جنيه سوداني بينما يعرض فنيو الصيانة نسخة مقرصنة بـ 5% من هذا المبلغ.
لكن على الأقل، يجب أن يحرص كل من يفكر في شراء حاسوب جديد على التأكد من احتواء العرض على ويندوز أصلية، إذ لا تضيف سوى بضعة دولارات لسعر الجهاز، كما يجب على من يقومون بإعادة تثبيت أنظمة التشغيل الموجودة على اجهزتهم التأكد من تنشيط النسخة الأصلية مجدداً، فالقراصنة الذين يقومون بنشر النسخ المهكّرة لم يفعلوها حباً في الإنسانية.